Thursday, May 29, 2008

Emaratalyoum Newspaper Story

جوان بوكر: الإعلام الغربي مضلِّل
علا الشيخ - دبي

بعد أن قضت أكثر من 10 سنوات في رسم الكاريكاتير بالصحف الأسترالية، قررت الرسامة جوان بوكر الانتقال للعيش في دبي لتقديم ورش عمل تعليمية في مجال فن الكاريكاتير بمركز الفنون والمواهب في «نادي دبي للسيدات». بوكر التي لا تنكر عدم معرفتها بتجارب الرسامين العرب أكدت أنها ستستغل وجودها في دبي للتعرف إلى تجارب أكبر عدد منهم، وستزيد من معرفتها بالثقافة العربية وخصوصاً ما يتعلق بمجال الفن بشكل عام، معتبرة أن وجودها في الإمارات دعّم شكها بمصداقية الإعلام الغربي الذي ينقل صورة مشوّهة عن العرب، ووصفت الاعلام الغربي بـ «المضلل».

علاقة تاريخية
تركت بوكر العمل في الصحف عام 2001 وانتقلت الى مهنة تعليم فن الكاريكاتير في المدارس والمعاهد الاسترالية وهي خطوة اعتبرتها بوكر أساسية في حياتها «شعرت بنفسي اكثر ووجدت ضالتي في مهنتي الجديدة التي افتخر بها، ولكن رغم تركي للصحافة أقوم بإرسال رسومي الى الصحف»، لأن العلاقة بين رسام الكاريكاتير والصحافة أساسية ومتداخلة على امتداد تاريخهما»، مؤكدة «أن الهدف الرئيس لفن الكاريكاتير هو معالجة الأوضاع الخاطئة وإضفاء البسمة على وجوه القُراء فغالباً ما تأتي هذه الرسوم في الصفحات بعد ان يكون القارئ شعر بتخمة كبيرة من كمية الاخبار التي قرأها، ليأتي الكاريكاتير ليريح القارئ رغم ان غالبية مواضيعه انتقادية ولاذعة».

تعتبر بوكر ان رسوم الكاريكاتير قادرة على محاكاة القارئ وتمرير الكثير من المعلومات التي لا تقل قيمة عن المادة المكتوبة «فهو عبارة عن تصوير لشخصيات من الواقع تعيش بيننا، ناهيك عن التقاطه لهموم الناس والاوضاع التي يعيشها العالم من حروب وزلازل وفضائح لسياسيين وفنانين قد تحرج الاقلام في الكتابة عنهم بشكل صريح»، وبينت بوكر أن «غاية الكاريكاتير ايضاً تكمن في تخفيف وطأة الحقيقة المؤلمة وايصالها بشكل سلس فيه نوع من الفكاهة، فهذا الفن يعطينا مادة بصرية مركزة تأتينا منها الرسالة دون عناء كبير، بقالب مقبول ومحبب وساخر» مشددة على أن «السخرية هنا يجب ألاّ تكون خالية من المضمون و المحتوى، بل تلك التي توصل رسالة هدفها تحسين واقع الناس وظروفهم، وتغيير صورهم النمطية عن بعض الاشياء والمواقف والسياسات». واعتبرت بوكر أن رسام الكاريكاتير في العالم العربي على تماس وتداخل مع السياسة أكثر من غيره في الغرب، فكثير من الرسامين هناك يميلون أكثر الى الإمتاع والاضحاك، والحزن يقل فيه مقارنة بالكاريكاتير العربي.

تحد للمرأة
وحول قلة عدد النساء العاملات في هذا المجال أضافت بوكر «عدد رسامات الكاريكاتير حول العالم قليل جداً مقارنة بالذكور، لكن هذا الوضع بدأ بالتغير التدريجي حيث دخلت النساء هذا المجال كنوع من التحدي، هذا التحدي هو الذي جعل بوكر تنتقل الى مجال التعليم والتركيز على تدريب العناصر النسائية «ليكنّ قادرات على خوض غمار هذا المجال والمنافسة فيه»، معتبرة «رسم الكاريكاتير يجعلنا نفهم الوجوه بطريقتنا الخاصة ويساعدنا على رؤية والتقاط معالم لا ينتبه إليها أي انسان».

حول العالم
يعتبر قدماء المصريين أول من تنبه إلى هذا الفن الذي يحقق مآربهم في السخرية والتعريض بالحاكم وكل ذي سلطة مستبدة، فكان الفرعوني يستخدم الحيوانات والرموز البسيطة للتعبير عن رأيه الحقيقي في أصحاب العروش، ففي إحدى الأوستراكا (الشقفات) القديمة نرى تصويراً «كروكيا» لصراع بين القطط والفئران، ويدور ملك الفئران على عجلة حربية تقودها كلبتان ويهجم على حصن تحرسه القطط، ولم يكن هذا بالطبع من فراغ، فلا بد لموقف مهم أو أحداث جمَّة وقعت رأى فيها الفنان أن الأعداء أو غيرهم من صغار الشأن قد تجرؤوا وحاربوا من هم أقوى منهم، بل من هم أكثر منهم منعة وحجماً».

وفي العهد القديم لليونان نرى بذور ذلك الفن من خلال رجل يُدعى بوستن ذكره أرسطو وأرستوفانيس بوصفه شخصًا يرسم رسومات ساخرة للناس وقيل إنه قُتل وهو يعذَّب بسبب تلك السخرية.

أما في العصر الحديث في أوائل القرن 17 انتشر هذا الفن في هولندا، وفي أوائل القرن 18 وذاع في إنجلترا على يد جورج توتسهند، حيث استخدمه في التحريض السياسي وخلفه في هذا المجال وليم هوغارت الذي عبر برسوماته الساخرة عن حقبة من التاريخ الإنجليزي، وكانت أعماله سببًا في ظهور مدرسة لفن الكاريكاتير بمساهمة فنانين عظام أمثال توماس رولاندسون وجيمس جيلراي.
وفي فرنسا انتشر هذا الفن على يد مجموعة من الفنانين أهمهم هو شارل نيليبون الذي أصدر مجلة كاريكاتيرية، ثم جريدة يومية باسم «الشيفاردي» 1830م. وكانت رسوماته تسخر من الطبقة الأرستقراطية والملك، أما في الاتحاد السوفياتي سابقاً فظهر هذا الفن على يد بنيه ستروب ولورسي إيفيموف اللذين لعبت رسوماتهما الكاريكاتيرية دورًا تحريضيٌّا سياسيٌّا في ثورة أكتوبر والحرب العالمية الثانية. وفي العالم العربي كان أول من رسم وكتب تعليقات كاريكاتيرية هو الصحافي يعقوب صنوع، وأصدر جريدة هزلية عرفت باسم « أبو نظارة».
إمتاع
قالت جوان بوكر إن الهدف من وراء الكاريكاتير هو المتعة والبحث عن تفاصيل تهم القارئ ، كرسم فنان مشهور أو شخصية مرموقة أو حيوانات مفضلة له، هذه الامور تخلق علاقة مميزة بين الرسام والمتلقي، هذه العلاقة قد تكون السبب وراء توجه القارئ لشراء الصحيفة أو فتح المواقع الالكترونية التي تنشر هذا النوع من الفنون، مؤكدة أنه من غير وعي يصبح المتابع على علاقة مباشرة مع الرسام، يحفظ اسمه ويروّج له دون وعي أيضاً».

5/28/2008 6:55:54 AM

No comments: